نجوم ونجمات يعشقون ممارسة الرسم

 

جوليت بينوش في مرسمها


محمد هاشم عبد السلام

نادرًا ما يقتصر نشاط الممثل أو الممثلة، سواء في هوليوود أو غيرها، على القيام بأدواره أو مهامه التمثيلية فحسب في الفيلم. لكن، عادة ما تكون لهؤلاء  أنشطة وهوايات أخرى تُمارس في أوقات الفراغ. مثل القراءة بصفة عامة، والانخراط في الأعمال التثقيفية، ومشاهدة الأفلام، وغيرها، إضافة إلى ممارسة متطلبات الحياة الاجتماعية التي تفرضها النجومية والشهرة. إلا أن الغالبية العظمة منهم تظل، خاصة عندما تختلي بنفسها، تمارس في أوقات الفراغ أو العطلات الطويلة أو القصيرة، بعض الهوايات المحببة إلى النفس، وذلك بحب ومتعة بالغالين. دون انتظار لأي مردودات، مادية كانت أو متعلقة بمزيد من الشهرة والنجومية. الأمر ذاتي، في النهاية، يصطبغ بصبغة معنوية ونفسية بالأساس.

الكثير من هؤلاء النجوم الذي يقفون أمام الكاميرا ويشغلون الدنيا ووسائل الإعلام وقاعات السينما بحضورهم يمارسون هوايات عدة، وينخرطون في أنشطة اجتماعية ورياضية وإنسانية مختلفة. منهم، من يمارس الرسم، تحديدًا. بطبيعة الحال، تلك الأسماء اللامعة في تاريخ السينما الأوروبية أو العالمية مثل، سيلفستر ستالوني، وجوني ديب، وجوليت بينوش وغيرهم، ليسوا في شهرة ولا حتى موهبة أو المستوى الفني والاحترافي المتميز الذي لكبار الرسامين المعاصرين، مثل بيكاسو أو دالي أو جيرارد ريختار أو فرناندو بوتيرو، وغيرهم من الفنانين المكرسين. لكنهم مع ذلك لم يفكروا، ولو لمرة، في التخلي عن هوايتهم، والاكتفاء بمهنتهم، وبنجوميتهم السينمائية فحسب.

المثير في الموضوع أن ممارسة الرسم بالنسبة هؤلاء النجوم، القادمين إلى عالم الفن التشيكلي من أمام الكاميرات ومن فوق السجاجيد الحمراء، حيث الأضواء الساطعة للمصورين والعشاق، لم يتوقف عند كونه مجرد هواية بغرض التسلية أو الممارسة في أوقات الفراغ بعد الانتهاء من فيلم أو بطولة أو شخصية ما. نظرًا لأن الأمر امتد ببعضهم ووصل إلى درجة إقامة المعارض الشخصية للوحاتهم، وبيعها بآلاف ومئات الآلاف من الدولارات لأغراض غير ربحية، أو حتى إصدارها في كتب أو كتالوجات تشكيلية.

جوني ديب

من أشهر الفنانين المتألقين على الساحة الفنية والمتواجدين بقوة، النجم جوني ديب، الذي يهوى على وجه الخصوص رسم لوحات وبورتريهات لمشاهير الشخصيات. وقد صرّح ديب عام 2009 لإحدى المجلات الفنية المتخصصة قائلا: "ما أحبه أكثر فيما يتعلق برسم وجوه الشخصيات، هو العيون. لأنك لو أحببت أن تعرف ما يكمن من انفعالات وعواطف بداخل الشخصية، فإن عليك أن تنظر إلى ما هو وراء العيون". إلى جانب هذا، يؤكد ديب، إنه لا يرسم سوى الشخصيات التي يحبها أو التي أثرت فيه بشكل أو آخر على مستوى ما، سواء التقاها من قبل أم لا.

سيلفستر ستالوني

هو من أهم الفنانين الذين يتعاملون مع الفن التشكيلي والرسم بمنتهى الجدية. وقد عرض سيلفستر العديد من لوحاته في الكثير من المعارض في أمريكا والعديد من الدول الأوروبية. وقد أصدر ستالوني الكثير من لوحاته في كتاب فني، وكان من بين لوحاته تلك السلسلة التي أنجزها وكانت تحت عنوان "السوبرمان" أو الرجل الخارق، وعنها قال ستالوني: "إن في أعماق الجميع يرغب كل فرد منا في أن يكون متميزًا".

جدير بالذكر أن الكثير من لوحات ستالوني، شديدة التواضع في فنيتها لكنها مثيرة في أفكارها وتصميماتها وتنفيذها، تصل أرقام مبيعاتها لمئات الآلاف من الدولارات، وقد اقتنتها العديد من المعارض الفنية ووضعتها جنبًا إلى جانب مع أعمال كبار الفنانين.

جوليت بينوش

المعروف أن المتميزة جوليت بينوش تهوى ممارسة الرسم منذ صغرها. وكانت قد أسهمت في ظهور العديد من لوحاتها في أفلام عديدة لها. وصممت، كذلك، ملصقات أكثر من فيلم مثلت فيه. كما أقامت قبل سنوات قليلة معرضًا للوحاتها الفنية، التي أصدرتها في كتاب نشر بالإنجليزية والفرنسية تحت عنوان "بورتريهات في العيون". ولوحات بينوش في أغلبها بورتريهات مرسومة بالحبر أو الألوان المائية عن الشخصيات التي قامت بها في أفلامها، وأيضًا، المخرجين الذين عملت تحت قيادتهم.

أسماء أخرى

ومن بين النجوم الآخرين الذين يمارسون الرسم ويهتمون بإقامة المعارض، المؤلف والمخرج والنجم السينمائي "جيمس فرانكو"، وكان من أهم أفلامه "المقابلة"، الذي أحدث ضجة كبيرة، وتسبب في مشاكل مع كوريا الشمالية قبل سنوات. وكان آخر معرض أقامه فرانكو قد حمل عنوان "السنجاب البدين".

أيضًا النجم السينمائي الأيرلندي "بيرس بروزنان"، الذي برز في دور المُحقق الشهير جميس بوند. وقد كرّس بيرس عائدات معرضه الفني الأخير من أجل التبرع بها للأعمال الخيرية فقط.

كذلك نجم أفلام الإثارة "فيجو مورتينسن"، صاحب شخصية آراجون في سلسلة أفلام ملك الخواتم وغيرها من الأفلام، والذي يمارس الرسم منذ عام 2002، وأصدر مؤخرًا الكثير من لوحاته في كتاب فني بعنوان "تزوير معاصر".

 

Post a Comment

أحدث أقدم

terra

terra2