إعلان وفاة كينزابورو أوي بعد 10 أيام على رحيله


– سين آرتس24 

أعلنت دار نشر “كودانشا” التي كانت تصدر كتب الأديب الياباني كينزابورو أوي، الحاصل على جائزة نوبل للآداب عام 1994، إنه توفي في الثالث من مارس/ آذار الجاري. وذلك عن 88 عامًا بسبب التقدم في السن وتبعات الشيخوخة. وأن الجنازة ومراسم الدفن جريا ضمن إطار عائلي بحت، وفي ظل مراعاة شديدة للخصوصية.

وُلد كينزابورو أوي في “شيكوكو”، أصغر الجزر الرئيسة في اليابان. وكان ترتيبه الثالث بين سبعة أشقاء. ربته أمه بعد أن وفاة والده المفاجئة عام 1944، بعد أن زرع في نفسه حب القراءة والمعرفة.

درس أوي، الذي تخرج في جامعة طوكيو، الأدب الفرنسي. وبدأ ينشر قصصه بينما كان طالباً. فاز عام 1958 بجائزة “أكوتاغاوا” التي تمنح للكُتاب المبتدئين. وتبع ذلك تدفق مؤلفاته المتنوعة، وليس في مجال الرواية الأدبية أو القصص القصيرة فحسب. ومن بين كتبه غير الأدبية، “ملاحظات حول هيروشيما” (1965) عن قصف مدينتي “هيروشيما” و”ناغازاكي”، وذكرياته الأليمة عن هذا الحادث الهمجي الأليم. يذكر أن أوي اشتُهر بآرائه المسالمة والمناهضة للأسلحة النووية والحروب وأنه من المدافعين بشدة عن الأمن والسلام وسلمية اليابان، لدرجة أن صوته كان من الأصوات المزعجة فعلا في اليابان. وكثيرًا ما هاجم مثلا سياسات أحد أهم رؤساء الوزراء السابقين في اليابان “شينزو آبي”.

تناولت قصص كينزابورو أوي الروحية، المتأثرة بالأدب الفرنسي والأميركي تحديدًا، قضايا ومفاهيم مختلفة حول الإعاقة الجسدية والذهنية. ومن هنا كانت روايته الأبرز “هموم شخصية” التي تحدّث فيها عن أب يرفض إعاقة ابنه ويفكّر في قتله. وذلك في نقد لاذع للتحيّزات الاجتماعية ضد ذوي الإعاقة. دائمًا ما كان ابنه هيكاري المصاب بتلف في الدماغ مصدر إلهام قوي لكتاباته الأدبية. إذ كان هيكاري لا يستطيع التواصل مع أفراد أسرته لسنوات عدة، ولكنه أصبح معروفًا كمؤلف موسيقي عندما بلغ. وقال أوي إن معظم كتاباته كانت محاولة لمنح هيكاري صوتًا. كما تناول أدب أوي، من بين أمور أخرى، الفرق بين تقاليد القرية وحياة المدينة أو القديم والجديد. وذلك مثلا في روايته “الصرخة الصامتة”.

كانت أولى الترجمات العربية لأعمال أوي، “علمنا أن نتجاوز جنوننا” (1988)، قد صدرت عن دار “الآداب” البيروتية، للمترجم كامل يوسف حسين. ثم أصدرت مؤسسة “دار الهلال المصرية” عام 1994 ترجمتها لرواية “هموم شخصية” ترجمة صبري الفضل، وصدرت لها طبعة أخرى ترجمة وديع سعادة بعنوان “مسألة شخصية”. وفي العام نفسه، ومع فورة الفوز بجائزة نوبل، صدرت بترجمة سعدي يوسف لرواية “الصرخة الصامتة” عن دار نشر “المدى”، تلك التي جرى التنويه عنها في سياق منحه جائزة نوبل آنذاك. كما ترجمت له مؤخرًا “اقتلعوا البراعم اقتلو الأولاد”، و”الموت غرقًا”.

Post a Comment

أحدث أقدم

terra

terra2