تكريمات واحتفاءات في دورة مهرجان فينيسيا الـ80
فينيسيا – محمد هاشم عبد السلام
جريًا على التقاليد المُتبعة في المهرجانات السينمائية، وضمن فعاليات الدورة الـ80 (30 أغسطس/آب ـ 9 سبتمبر/أيلول 2023) لمهرجان “فينيسيا السينمائي الدولي” (موسترا)، قررت الإدارة الفنية للمهرجان منح المخرجة الإيطالية ليليانا كاڤاني (90 عامًا)، والممثل الصيني توني ليونج، جائزة “الأسد الذهبي” الفخرية، تقديرًا للحياة الفنّية في مجال السينما.
كان المدير الفني ألبيرتو باربيرا قد أكد على أنّ ليليانا كاڤاني “من أبرز الشخصيات في السينما الإيطالية الجديدة منذ الستينيات، وامتدت أعمالها لأكثر من ستين عامًا”. وأشاد بتنوّع إنجازها ما بين السينما والتلفزيون والمسرح والأوبرا، بنفس الروح المتجدّدة والهم الفكري اللذان منحا أعمالها شهرة عالمية”. وقال باربيرا إنّ “أحداث غالبيّة أفلام كاڤاني تدور في سياقات تاريخية تتميّز بالرغبة الوجودية نحو التغيير، والبحث عن إجابات لتساؤلات هامّة ومعقدة، وإشكاليات تعكس الصراع المركب والمعقد بين الفرد والمجتمع. ونظرتها المُناهضة للعقائد المُنغلقة، حياديّة وشجاعة في الطريقة التي تواجه بها حتى أكثر التابوهات تحديًا”.
شاركت ليليانا كاڤاني في مهرجان فينيسيا لأكثر من مرة، وفاز فيلم “فيليب باتين: مُحاكمة فيشي” بجائزة “أسد سان ماركو الذهبي” لأفضل وثائقي عام 1965. كما أنجزت ليليانا وثائقيّات عديدة على قدر من الأهمية، مثل “قصة الرايخ الثالث” (1962)، و “عصر ستالين” (1963)، “البيت في إيطاليا” (1964). وضمن هذا الإطار سيعرض المهرجان جديدها، الروائي الطويل “النظام الزمني”. الفيلم مقتبس من كتاب بذات الاسم للفيزيائي الإيطالي كارلو روفيلي. بطولة آليساندرو جاسمان، وكلاوديا جيريني. وتدور الأحداث في فيلا على البحر، يجتمع سنويًا مجموعة من الأصدقاء للاحتفال بعيد ميلاد أحدهم. فور اجتماعهم، يكتشفون أن نهاية العالم باتت وشيكة، وأنه لم يتبق لهم سوى ساعات قليلة، وستتغير مصائرهم إلى الأبد.
كما سيمنح المهرجان جائزة “الأسد الذهبي” الفخري تكريمًا تكريمًا لمسيرة الممثل الصيني توني ليونج (61 عامًا). الجائزة هي الرابعة التي يحصل عليها توني ليونج من مهرجان فينيسيا. إذ سبق وفاز بجائزة “أحسن ممثل” 3 مرات. وذلك عن بطولته للأفلام التالية: “مدينة الحزن” (1989)، إخراج هو هسياو هسين. و”سايكلو” (1995) إخراج تران آنه هونج. و”شهورة واهتمام ” (2007) إخراج آنج لي.
وصف المدير الفني توني ليونج، الفائز بجائزة “السعفة الذهبية” لـ”أحسن ممثل” في مهرجان “كان” عام 2000 عن فيلمه الأشهر “في مزاج للحب” للمخرج وونج كار–واي، بأنه “أحد الممثلين الأكثر جاذبية في السينما المعاصرة. ومن بين قلة تطوّر مسارهم المهني الاستثنائي بالتوازي مع تطور السينما العالمية، العابرة للحدود. وأنه أحد أهم الممثلين وأكثرهم تنوعًا في جيله. وأكثرهم قدرة على تجسيد شخصيات لا تُنسى في أكثر الأنواع تنوعًا”.
كما يُكرم المهرجان المخرج الأمريكي ويس أندرسون، وذلك بمنحه جائزة “كارتييه جلوري” الخاصة، التي تُقدم سنويًا لشخصية ساهمت بشكل خاص في صناعة السينما المعاصرة. وذلك قبل عرض آخر أفلام ويس أندرسون، “قصة رائعة لهنري شوجر”، في الأول من سبتمبر القادم. الفيلم بطولة رالف فينيس، بنديكت كومبرباتش، ديف باتيل، بن كينجسلي، وريتشارد أيواد، والمعروض في قسم “خارج المسابقة”. ويتناول رجلاً ثريًا يكتشف مُعلمًا لديه القدرة على الرؤية دون استخدام عينيه، وفيوم باستخدام وتوظيف الأمر من أجل الغش في صالات القمار. وعن هذا التكريم قال ألبرتو باربيرا، “إن ويس أندرسون أحد القلائل الذين يمكننا التعرف على أسلوبهم الإخراجي الفريد. إذ يهتم جدًا بتصميم وتنفيذ كل التفاصيل، وتكوين اللقطات كافة بعناية فائقة”.
وضمن البرنامج الاحتفائي بأبرز أهل الصناعة على مستوى العالم، سيحتفي المهرجان بذكرى الأيقونة الإيطالية جينا لولو بريجيدا التي توفيت في يناير الماضي. وهذا الإطار سيعرض المهرجان في اليوم السابق على الافتتاح الرسمي، أي في يوم 29 أغسطس، فيلم “الزوجة الضالة” بطولة جينا لولو بريجيدا، وإخراج ماريو سولداتي. على أن يسبقه عرض الفيلم الوثائقي الذي صوره عنها أورسون ويلز بعنوان “بورتريه لجينا” (1958).
وهناك أيضًا احتفاء بأحد أعلام السينما الإيطالية، المخرج روجيرو دي داتو، الذي وافته المنية في ديسمبر من العام الماضي، وسيُعرض أحد أهم أفلامه بعنوان “آخر عوالم أكلة لحوم البشر”. كما سيحتفل المهرجان أيضًا بذكرى مرور نصف قرن على رحيل النجمة الايطالية آنا مانياني، وسيعرض الفيلم الشهير “رائعة الجمال” (1953) إخرج لوكينو فيسكونتي.
في فبراير الماضي، فقدت السينما العالمية أحد عظماء الإخراج السينمائي، الإسباني كارلوس ساورا، وسيعرض له فيلمه، “الصيد”، الحاصل على جائزة “مهرجان برلين السينمائي” عام 1965. وبمناسبة الذكرى السنوية الـ120 لميلاد المخرج الياباني الكبير ياسوجيرو أوزو، سيعرض المهرجان نسخة جديدة، غير مشوهة ولا مُقتطعة أو مُجتزأة رقابيًا من فيلمه، “كان هناك أب” (1942).
إرسال تعليق